مع بدء انطلاقها.. ماذا ينتظر العالم من قمة المناخ في جلاسكو؟
مع بدء انطلاقها.. ماذا ينتظر العالم من قمة المناخ في جلاسكو؟
افتُتحت قمة الأمم المتحدة للمناخ في غلاسكو رسمياً، الأحد، قبل يوم من اجتماع قادة العالم في أكبر مدينة باسكتلندا لوضع رؤيتهم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري، على أن يركز اليوم الافتتاحي للقمة على القضايا الإجرائية.
سيشهد الاجتماع محاولة مفاوضين من حوالي 200 دولة، حل القضايا التي تُركت معلقة منذ اتفاق باريس للمناخ عام 2015، وإيجاد طرق لتكثيف جهودهم لمنع درجات الحرارة العالمية من الارتفاع لأكثر من 1.5 درجة مئوية هذا القرن.
ويناقش المشاركون في القمة العديد من القضايا منها الفنية كأرصدة الكربون والوصول بها تدريجيا إلى “الصفر” بحلول عام 2050، بجانب القضايا الاجتماعية والمتعلقة بالحلول العلمية والعملية اللازمة للتكيف مع تأثيرات المناخ وتمويل الدول الأكثر تعرضا لتغير المناخ.
وينتظر العالم من قادته الوصول لاتفاق لبدء العد التنازلي للقضاء على ظاهرة الاحتباس الحراري والوصول بالكوكب لـ”صفر انبعاثات كربونية”.
قمة لإنقاذ العالم من كارثة
وقالت أستاذ العلوم السياسية بكلية التجارة جامعة حلوان، الدكتورة هويدا شوقى أبوالعلا، في تصريحات خاصة لـ”جسور بوست”، إن القمة بمثابة خطة لإنقاذ “الإنسانية” من كارثة حقيقية.
وأشارت الدكتورة هويدا، إلى أن كافة التقارير الفنية تقر بأنه إذا ارتفعت درجة حرارة كوكب الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية مقارنة بدرجة الحرارة الحالية، فإن الكثير من التغييرات التي طرأت على الكوكب تصبح دائمة ولا رجعة فيها.
وأعربت أستاذ العلوم السياسية عن تفاؤلها، رغم غياب قاد الدول الأكثر تلويثا للبيئة، موضحة أن الجميع مضطر للمشاركة وإن لم يكن حضوريا، مشيرة إلى تغير الموقف الأمريكي حيث أعطى الرئيس جو بايدن السياسات الصديقة للمناخ أولوية قصوى في خطته لتعافي الاقتصاد الأمريكي.
وقالت إن الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، يسير على خطى داعمة لجهود تحسين المناخ، بعكس سلفه دونالد ترامب، والذي انسحب من اتفاقية باريس، كما أن بريطانيا تقوم بدور جيد في هذا المجال.
تعويض البلدان المتأثرة
وتوقعت الدكتورة هويدا شوقي، أن يضع صناع القرار في “كوب26” أهدافاً جديدة طويلة الأجل للتصدي لتغير المناخ، وأن تكون الأهداف جريئة وذات سقف عال، مشيرة إلى اتخاذ قرارات ملموسة بشأن المساعدة المالية المقدمة للدول النامية، وتعويض البلدان الضعيفة عن الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها نتيجة لتغير المناخ.
ومن ناحية أخرى، قالت الدكتورة هويدا، إن اختيار مصر لاستضافة مؤتمر المناخ في 2022 يعكس الثقة في الدولة المصرية، ومشاركة مصر في جلاسكو ستتأثر بترشحها لاستضافة الدورة التالية للقمة، وستعمل القاهرة على بلورة خطاب أفريقي وليس مصري، وهو ما يعني عودة الدور المصري في أفريقيا بقوة.
وأشارت إلى قدرة مصر على إدارة الملف بكل ما يتضمن من مطالب القارة حول تمويل سياسات مكافحة المناخ وسبل تسهيل الحصول على هذا التمويل، حيث تضم إفريقيا مجموعة من أكثر دول العالم تأثرا بتغير المناخ.
نجاح القمة يرتبط بوضع إجراءات ملموسة
ومن جانبه، قال الباحث القانوني بوزارة المالية المصرية، الدكتور محمد منصور، في تصريحات خاصة لـ “جسور بوست”، إننا ننتظر من مؤتمر المناخ العالمي مجموعة من الإجراءات طال انتظارها منذ مؤتمر المناخ بباريس عام 2015، وأن تحديد نجاح القمة، يرتبط بوضع إجراءات وخطوات ملموسة لخفض الانبعاثات الضارة.
وأضاف أن نجاح القمة يرتبط أيضا بوضع خطة لتمويل مكافحة مظاهر التغير المناخي في الدول الأكثر تأثرا، مشيرا إلى أن دول مجموعة العشرين تمثل 80% من الانبعاثات الضارة وهو ما يجعل التزاماتها أكبر في هذا الشأن.
وأوضح “منصور”، أن قضية تغير المناخ تؤثر في كل مسارات التنمية وجودة ونوعية حياة المواطن في كافة القطاعات زراعة وصناعة وصحة، مشيرا إلى أن الآثار لا تفرق بين الدول النامية والمتقدمة لذلك يجب أن يتكاتف الجميع.
وحول غياب قادة أغلب الدول الخمس الأكثر تلويثا للبيئة والتي يصدر عنها انبعاثات تسبب تغير المناخ، قال الباحث القانوني، إنه وبعد عامين من الركود بسبب تفشي فيروس كورونا وجد العالم نفسه الآن أمام موجة عنيفة من التضخم الركودي يتطلب منه التحرك لزيادة الإنتاج والخروج من الأزمة.
وأوضح “منصور” أن الإنتاج الصديق للبيئة مكلف للغاية، لذلك تجد الدول الكبرى نفسها الآن في مأزق حاجاتها إلى زيادة الإنتاج بكل ما ينتج عنه من انبعاثات كربونية ملوثة للبيئة، والالتزام بتعهداتها بخفض تلك الانبعاثات، لذلك فإن إلزامها لن يكون بالأمر اليسير.